يمكن تعريف الإسعافات الأولية النفسية بأنها الدعم والمساعدة الإنسانية المقدمة للأفراد الذين تعرضوا أو تأثروا بأحداث مؤلمة مثل الكوارث الطبيعية، الحوادث المرورية، الحرائق، الحروب، وأعمال العنف. هذه الأحداث قد تؤدي إلى فقدان أحبائهم أو مشاهدة الموت، الإصابات، والدمار. تلك التجارب تثير ردود فعل متباينة تتراوح بين البسيطة والشديدة، وذلك وفقًا لطبيعة الحدث، وتجربة الشخص السابقة مع الأحداث المؤلمة، وصحته الجسدية، وعمره، بالإضافة إلى تقاليده وثقافته. من بين هذه الردود الشعور بالخوف، الارتباك، القلق، والعزلة.

مكونات الإسعافات الأولية النفسية

تشمل الإسعافات الأولية النفسية ما يلي:

• تهدئة الأشخاص وطمأنتهم والاستماع إليهم دون الضغط عليهم.
• تقديم المساعدة والدعم مع مراعاة احتياجاتهم ومخاوفهم.
• توفير الاحتياجات الأساسية عند الضرورة مثل الطعام والماء والمعلومات الضرورية.
• مساعدتهم في الوصول إلى المعلومات والخدمات والدعم الاجتماعي المتاح.
• حمايتهم من التعرض لمزيد من الأذى.

لمن تقدم الإسعافات الأولية النفسية، ومتى وأين؟

لمن تقدم الإسعافات الأولية النفسية:

• الأشخاص الذين يعانون من ضيق نفسي شديد وعدم القدرة على العناية بأنفسهم.
• المصابون بإصابات خطيرة ويحتاجون إلى رعاية طبية طارئة.
• الأشخاص الذين يهددون بإيذاء أنفسهم أو الآخرين.

متى تقدم الإسعافات الأولية النفسية:

تقدم في اللحظة التي يتعرض فيها الشخص لحادث أليم أو بعده مباشرة، وأحياناً بعد أيام أو أسابيع من الحادث حسب شدته.

أين تقدم الإسعافات الأولية النفسية:

• في أي مكان آمن.
• في أماكن مخصصة ضمن إطار المجتمع المدني.
• في مراكز تقديم الخدمات مثل المراكز الصحية، الملاجئ، المخيمات، المدارس، أو مواقع توزيع الطعام.
• في مكان يضمن الخصوصية والتحدث بسرية واحترام كرامة الشخص.

كيفية تقديم المساعدة المسؤولة:

يجب أن تتضمن المساعدة أربع أمور مهمة:

1. احترام سلامة وكرامة وحقوق الأشخاص الذين تقدم لهم المساعدة:
2. تجنب تعريض الأشخاص لمزيد من الأذى والخطر ونقلهم إلى مكان آمن.
   معاملتهم باحترام ووفقًا لتقاليدهم وأعرافهم.
   ضمان الحصول العادل على المساعدات دون تمييز.
   
3. التصرف وفقًا لثقافة الشخص:
4. مراعاة الثقافة الاجتماعية السائدة مثل الملابس، اللغة، الجنس، العمر، السلطة، الملامسة، السلوك، المعتقدات والدين.
5. معرفة الإجراءات الأخرى للاستجابة الطارئة:
6. مثل عمليات البحث والإنقاذ، الرعاية الصحية الطارئة، توفير المأوى، توزيع الأغذية، وتتبع أفراد الأسرة وحماية الأطفال.
7. الاعتناء بالنفس:
8. يجب على مقدمي المساعدة الاعتناء بأنفسهم لضمان قدرتهم الجسدية والعاطفية على مساعدة الآخرين.

كيفية تقديم الإسعافات الأولية النفسية:

1- التواصل الجيد:

يجب على مقدم المساعدة أن يكون هادئًا ومتفهمًا، وأن يتجنب الضغط عند التواصل مع الشخص المصاب، ويجب الانتباه للغة الجسد والكلمات.

2- الاستعداد لتقديم المساعدة:

جمع المعلومات عن الوضع مثل الحادث، الخدمات المتاحة، وأشكال الدعم، والمخاوف الأمنية، لتحقيق فعالية أكبر في تقديم الإسعافات النفسية.

3- مبادئ الإسعافات الأولية النفسية:

• أنظروا: التحقق من الأمان واحتياجات الأشخاص.
• استمعوا: الاستماع لمخاوف الأشخاص ومساعدتهم على الشعور بالهدوء.
• تواصلوا: مساعدة الناس على تلبية احتياجاتهم والوصول إلى الخدمات المتاحة.

4- إنهاء المساعدة:

يجب إبلاغ الأشخاص بنهاية الدعم وتزويدهم بمعلومات الاتصال للمتابعة، ووداعهم بطريقة إيجابية.

5- الأشخاص الذين يحتاجون إلى اهتمام خاص:

• الأطفال والمراهقين.
• الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أو عاهات.
• الأشخاص المعرضون للتمييز أو العنف.

ما أهمية الاسعافات الاولية النفسية

تُعَدُّ الإسعافات الأولية النفسية جزءًا حيويًّا من الاستجابة للأزمات والكوارث، وهي ذات أهمية كبيرة للأسباب التالية:

تخفيف الصدمة النفسية:

تساعد الإسعافات الأولية النفسية في تخفيف الصدمة النفسية التي يمكن أن تصيب الأفراد نتيجة تعرضهم لأحداث مؤلمة أو كوارث.

منع تطور المشكلات النفسية:

يمكن أن تسهم في منع تطور المشكلات النفسية الخطيرة مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) أو الاكتئاب أو القلق.

تعزيز الشعور بالأمان:

تقديم الدعم والطمأنينة للأفراد يساعد في تعزيز شعورهم بالأمان والاستقرار في الأوقات الصعبة.

تقديم الدعم العاطفي:

الإسعافات الأولية النفسية توفر الدعم العاطفي اللازم للأشخاص المتأثرين، مما يمكن أن يكون له تأثير كبير على تحسين حالتهم النفسية والعاطفية.

توفير المساعدة العملية:

تشمل الإسعافات الأولية النفسية تقديم المساعدة العملية مثل توجيه الأفراد نحو الموارد المتاحة والخدمات الضرورية مثل المأوى، الغذاء، والرعاية الصحية.

تعزيز التواصل الاجتماعي:

تسهم في إعادة بناء الروابط الاجتماعية وتعزيز دعم المجتمع، مما يساعد الأفراد في التعافي والتكيف مع الوضع الجديد.

تشجيع التعبير عن المشاعر:

تشجع الأفراد على التعبير عن مشاعرهم وتجاربهم، مما يسهم في تقليل التوتر والقلق الناتج عن كبت المشاعر.

تعزيز القدرة على التكيف:

من خلال تقديم الدعم المناسب، يمكن تعزيز قدرة الأفراد على التكيف مع الظروف الصعبة والتغلب على التحديات النفسية.

الحفاظ على الكرامة الإنسانية:

التأكيد على احترام كرامة الأفراد وحقوقهم الإنسانية، مما يعزز من شعورهم بالتقدير والاحترام في أوقات الأزمات.
بالتالي، فإن الإسعافات الأولية النفسية تلعب دورًا حيويًّا في تقديم الدعم الشامل للأفراد المتضررين، وتساعدهم على التعامل مع الآثار النفسية للأحداث المؤلمة بطرق صحية وبناءة.

للمزيد من التفاصيل أدعوكم لتحميل كتاب الاسعافات الاولية النفسية المقدم من طرف منظمة الصحة العالمية عبر الرابط أسفله:
http://www.who.int/iris/bitstream/10665/44615/22/9789246548200_ara.pdf